أوقفوا الحرب على الهوية.. إصلاحات “الجيل الثاني” مجرّد خرافة!
أجمع المشاركون في ندوة الشروق على رفض الإجراءات السرية التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية تحت ما يسمى بإصلاحات الجيل الثاني، وقال الخبير في التربية الدكتور عبد القادر فضيل إن الجيل الثاني للإصلاحات مجرد خرافة وذر للرماد في العيون، مشيرا إلى أن ما يحدث هو عملية فرنسة لا أكثر ولا أقل، كما انتقدت الخبيرة مليكة قريفو الإصلاحات وقالت إن الخبراء الذين يتم الاستعانة بهم لا دور لهم يذكر في فرنسا وإنما دورهم ينحصر في دول أخرى مثل الجزائر للحفاظ على التبعية الثقافية، وانتقد باقي المشاركين في الندوة الإجراء الأخير بتقليص الحجم الساعي والمعامل لمادة التربية الإسلامية.
المدير المركزي السابق للتعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية، الدكتور عبد القادر فضيل:
يريدون تهيئة جيل جديد مُشبّع بالقيم الفرنسية
أكد الخبير في التربية، عبد القادر فضيل، أن ما أسمته وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، خلال الندوة البرلمانية الأخيرة، مجرد إصلاح للمناهج الحالية، إنما تغيير في طريقة الطرح والتناول “أعتبره تغييرا كليا في محتوى المناهج التربوية “، قائلا “فكرة الجيل الثاني خرافة… هم يريدون محو الجيل الأول للمدرسة وتعويضه بآخر”.
وبخصوص إصلاحات بن زاغو، يوضح فضيل “عند انطلاقها كان يرأسها الخبير في اللغة واللسانيات عبد الرحمان صالح، لكنه انسحب عندما أحس بوجود مؤامرة تحاك… ثم أوقفوا القانون التوجيهي للتربية في 2003 وأجلوه إلى غاية 2008″، وهو ما جعله يتساءل “أيُعقل أن تُلغى أمرية الرئيس هواري بومدين بمنشور أمضاه الأمين العام بوزارة التربية… فحوالي 15 قرارا تخص التربية وُجدت منذ 2003 إلى غاية 2015 كلها تعرضت للتغيير، ومنها تخفيض سن تدريس اللغة الفرنسية، الاستغناء عن تكوين المعلمين بحجة أنه يتكون في الجامعات، إلغاء شعبة العلوم الشرعية… إلا كلمة التعليم الأساسي لم يتمكنوا من حذفها لورودها في الدستور، لكنهم ألغوا محتواها فلم يعد تلميذ الابتدائي يمارس الأعمال اليدوية والتوجيهية”، والنتيجة – حسبه- أنهم يريدون إلغاء المدرسة الأصيلة وفرنستها، والدليل حسبه “أنهم يسعون لتعليم اللغة الفرنسية كثقافة وحضارة وليس كلغة”.
رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “أونباف” الصادق دزيري:
المناهج الجديدة ستطبق دون أن يتلقى الأستاذ تكوينا فيها.!
عاود الصادق دزيري الحديث عن عدم أخذ وزارة التربية بمشورة نقابات التربية خلال إعداد المناهج الجديدة، حيث قال “منذ 2003 كان لنا دور ملحوظ في المنظومة التربوية ومتنفس، فأعدنا ساعات تدريس اللغة العربية لنصابها بعد تقليصها، وأدرجنا مادة التربية الإسلامية في امتحان شهادة البكالوريا بعد تهميشها… لكن ومنذ السعي لـ”عولمة” المضامين المُدرّسة في النصوص الأدبية، غاب الإبداع عن النص، ليصبح الآن بلا رائحة ولا طعم ولا لون، ولا يضيف شيئا لشخصية الطفل. وحسبه “عندما طلبنا تقييما لهذه التوجهات، عقدوا ندوة وطنية في 2014 قالوا لتقييم التعليم الإلزامي، وتُوجت بـ400 توصية، لكن إلى اليوم لم تطبق هذه التوصيات على الميدان، فقط ألغوا الدورة الثانية للسنة 5 ابتدائي”. ويضيف “عندما طالبنا بإلزامية تقييم التعليم الثانوي عبر ندوة خاصة، بعد تنظيم ندوات ولائية في 2015، تفاجأنا بتحويل محتوى الندوة إلى تقييم إصلاح المدرسة، والتي خرجت بتوصيات لم نرها إلى اليوم، والطامة كانت التدريس بالعامية”.
وأكد دزيري، انه حتى اللجنة الوطنية للمناهج التي نصبتها وزارة التربية هي “مهمشة”، ليصف ما يحدث “بالضبابية”، مُوضحا “حتى ما أحضره خبراء فرنسا، هي وثائق قديمة بعضها مؤلف منذ 2007”. وتطرّق ضيف “الشروق” لحادثة ثانوية بوعمامة “ديكارت سابقا” بالمرادية، والتي تحرّرت من التدريس بالفرنسية منذ 1988، فحاولت الوزارة منذ أشهر إعادتها لسابق عهدها، حيث أُعلم التلاميذ بتحويلهم نحو ثانويات أخرى، لاستقبال أبناء الجاليات الفرنسية والمتكلمين بلغة “فولتير”، وعندما انتفض الطلبة، ألغت الوزارة المشروع وقالت عنه “حادث معزول”، مؤكدا “نحن كنقابة نؤكد على ضرورة تغيير المناهج كل مرة، لكن ليس على حساب هويتنا وجذورنا، وكأننا نشكك في أنفسنا”.
وأكد المتحدث أن كثرة الأهداف دليل على “التمييع”، واستغرب دزيري تأكيد الوزارة كل مرة على تلقيها المساندة من جهات مختلفة.. “اجتمعتْ مع 5 نقابات طالبتها بتأجيل تطبيق الإصلاح تجنبا للتسرع، فقالت النقابات تساندني، عقدت لقاء مع برلمانيين فأكدت دعمهم لها، ومؤخرا التقت بإطارات من وزارة الشؤون الدينية وخرجت بتصريح… هُم يساندونني”. وختم حديثه بالقول “الأستاذ إلى اليوم لم يُكوّن حول المناهج الجديدة”.
المستشار الإعلامي لمُجمع “الشّروق” علي ذراع:
منظومة الحكم تخاف الإصلاح .. وبن غبريط مأمورة لا مسؤولة
اعتبر أن إصلاح المنظومة التربوية يهم كل المجتمع، وباعتباره سياسيا وليس بيداغوجيا، ردّ على تساؤل: لماذا نتخوف من الإصلاح؟ فقال “الجميع يخاف كلمة الإصلاح في الجزائر، لأن هذا الإصلاح لابد أن يطال جميع المنظومات، المالية والثقافية والسياسية والتربوية… أي منظومة الحكم ككل… والأصح أن النظام الحالي هو المتخوف من هذه الكلمة، لأن أي اصلاح قد يؤدي إلى تغيير النظام”، ويضيف “ومادام بعض الأشخاص تعودوا على الرّيُوع، والتصرّف في المال العام من دون مراقبة… فالمسؤول عندنا لا يناقش، ومنهم المدير والوالي والوزير…”، مؤكدا أن منظومة الحكم الذي “ليس شخصا” هو من يمارس التضليل الذي يعتبر فعلا خطيرا، معتبرا “أن الوزيرة بن غبريط مأمورة وليست مسؤولة”.
وناشد المتحدث، أساتذة التربية الإسلامية عدم ربطهم القضية بهذه المادة فقط، موضحا “لابد أن نتحدث على جميع مواد التعليم، لأنها تكمل بعضها، فأطفالنا لابد أن نربيهم على احتضان جميع العلوم من رياضيات وكيمياء وعلوم وتربية إسلامية…”.
أستاذ تربية إسلامية بثانوية بئر خادم فضيل شِيّاب:
بن غبريط بدأت الجولة الثانية من الحرب على الهوية
اعتبر أن ما يُدار في الخفاء سيقضي على المجتمع، وحسبه المصطلح الأصح لوصف إصلاح الجيل الثاني، هو “الجولة الثانية من الحرب على الهوية”، وتأسف المتحدث لسعي وزارة التربية القضاء على تدريس الشريعة الإسلامية “…بداية أقدموا على تنحية تخصص الشريعة في الثانوي، وللتغطية على المؤامرة جعلوا المادة موجودة في جميع الشعب”، ولإفراغ هذه المادة من قيمها – يقول – جعلوها تساوي التربية المدنية، وإلا كيف نفسر وجود عنوان “الظاهرة السكانية في القرآن…!! في موضوع بالتربية الإسلامية”؟ وأكد شياب أن أساتذة المادة استفسروا من مفتشين، عن سبب تجاهل مصطلحات عظيمة جاء بها القرآن، وتبديلها بكلام البشر “… لما ألححنا عليهم، ردّوا نحن متبرئون منها، الأوامر جاءتنا من سلطات أعلى”، وهو ما جعله يصف ما يحدث بـ”الحرب على مبادئ المجتمع”، وهو “إفساد وليس إصلاح”، متسائلا “أيُعقل أن يقوم الإداري بوضع المناهج للتلاميذ؟”، معتبرا أن الوزيرة وإطاراتها “يتخبطون ويناقضون أنفسهم”.
والحل حسبه هو في التصدي لهذه المؤامرات بالجانب العملي، داعيا النقابات، إلى التركيز أكثر على الجانب البيداغوجي للتعليم وليس الاجتماعي للأستاذ.
زروق لخضر.. مفتش تربية وطنية سابق
لدينا دكاترة ممتازون فلماذا نستعين بالخبراء الفرنسيين؟
قال، مفتش التربية الوطنية السابق، زروق لخضر، صاحب 42 سنة خبرة في الميدان، لدى تدخله في “فوروم الشروق”، بأن المناهج الجديدة التي اصطلح عليها “بالجيل الثاني”، قد تم إنجازها وتهيئتها بتسرع “مفرط”، والتي مست السنتين الأولى والثانية ثانوي والأولى متوسط، فيما تساءل إن كانت الوصاية قد قامت بتجريبها قبل أخذ قرار الشروع في تطبيقها بدءا من الموسم الدراسي المقبل؟ مؤكدا بأن الوزارة لم تستشر أي أحد، بل استقدمت خبراء فرنسيين في حين أن الجزائر لديها دكاترة ممتازين وفي المستوى وبإمكانهم إعداد برامج تربوية ممتازة، ليضيف “لذلك فأنا أتحفظ على هذه البرامج، لأننا كنا في السابق نحن كمفتشين لما نعقد ندوات جهوية نشرك جميع الأطراف من نقابات تربية وحتى المجتمع المدني ونشاركهم في النقاش ولم نكن نعمل في السرية، لأنه ليس لدينا ما نخفيه”.
وذهب محدثنا إلى أبعد من ذلك، حين قال بأنه كان الأجدر على الوزارة، إن أرادت فعلا إشراك الأجانب في برامجها، البحث على الأقل عن البلد المصنف في المراتب الأولى عالميا من حيث المنظومة التربوية كفلندا، وألمانيا وليس فرنسا، ليضيف قائلا “تعبنا لتحسين المستوى، لكن لا حياة لمن تنادي”.
إبراهيم شابو أستاذ تربية إسلامية بثانوية عبد الحفيظ بوصوف بالقبة
إنجاز الكتاب المدرسي ببلادنا مثل إعداد “البيتزا”
استغرب، إبراهيم شابو، أستاذ التربية الإسلامية، لدى تدخله في فورم “الشروق”، عن الأحكام التي يتم إطلاقها على المنظومة التربوية، بأنها فاشلة، رديئة ومريضة، لأنها استندت في مقوماتها على مواد الهوية الوطنية، وهي التربية الإسلامية، التربية المدنية والتاريخ والجغرافيا، إضافة إلى تكسير التعليم التقني وإلغاء أمرية 1976 التي تضمنت دمقرطة التعليم في الجزائر بتعويضها بتجربة المدارس الخاصة ببلادنا، ومستقبلا الجامعات الخاصة، ناهيك عن التوجه إلى العولمة.
وأكد محدثنا، بأن الإصلاحات التي باشرتها عديد القطاعات الوزارية كالصحة على سيبل المثال، قد أنجزت في العلن وبإشراك الجميع ودون تعتيم، لكن لما يطرح ملف الإصلاحات في قطاع التربية الوطنية فالأمور تنجز في “سرية تامة”، وفي ضبابية، ودون تقييم وتقويم، وهو ما أوصل المنظومة التربوية إلى وضعها “الكارثي”. واستدل الأستاذ بالتجربة الألمانية في القطاع التربوي، والتي جاءت فعلا بأفكار ومشاريع جديدة، لكن و قبل أن تصبح صالحة للتطبيق تم تجريبها، غير أنه لما تأكد بأنها لن تكون “نافعة” للمدرسة، تم إلغاؤها مباشرة، خاصة لما اكتشفت ألمانيا بأنها لاتزال متأخرة “تربويا وبيداغوجيا”، مقارنة بدول أوروبية أخرى، لكن في الجزائر فئة معينة نقترح المشاريع، ثم تطبقها مباشرة ودون سابق إنذار، حتى وإن كانت “كارثية”، دون تجريب ولا تقييم مسبق.
كما، عرج أستاذ التربية الإسلامية، إلى قضية خريجي “العتبة”، بمعنى خريجو الجامعات من الذين تحصلوا على شهادة البكالوريا “بالعتبة”، والذين أساءوا –حسبه- للمدرسة العمومية، مشيرا إلى وقوع بعض أساتذة مادة الفرنسية في أخطاء فادحة لا تغتفر، في كتابة وتدوين ملاحظات على دفاتر تلاميذهم. كما تطرق محدثنا إلى التجربة الكندية في إنجاز الكتاب المدرسي، الذي قال بأن العملية لديهم تستغرق 18 شهرا كاملا لصناعة كتاب مدرسي واحد، لكن في بلادنا يتم إنجاز الكتاب المدرسي كإعداد أكلة “البيتزا”.
بوحنيش الصادق الأمين أستاذ بثانوية عمار علي بالقبة
إصلاحات بن غبريط تهدف إلى إلغاء التربية الإسلامية نهائيا
انتفض الأستاذ بوحنيش الصادق أمين أستاذ التربية الإسلامية بثانوية علي عمار بالقبة، ضد ما سماه بـ”ضرب” مادة العلوم الإسلامية، حيث يرى أن الإصلاح الذي حدث في المنظومة التربوية كان يستهدف هذه المادة والدليل حسبه حذف العلوم الشرعية كشعبة في التعليم الثانوي .
وقال إن مادة التربية الإسلامية تعرضت لعدة تغييرات فمن العلوم الإسلامية وكشعبة علمية تقنية إلى شعبة ادبية وغيرها من التعديلات حتى بات التلميذ حسب ذات الأستاذ يكرهها ويملها.
وتأسف الأستاذ بوحنيش إلى ما آلت إليه هذه المادة بعد إفراغها من معناها وأهدافها الدينية التربوية، حيث أبدى تخوفه من مستقبل مادة التربية الإسلامية “نحن لا نستبعد طردها خارج المدرسة.. هناك تخطيط ممنهج ومدبر يطرح من ورائه ألف سؤال” يقول الأستاذ الصادق الأمين بوحنيش.
أكد أن تجربته الميدانية كأستاذ، كشفت له أن مادة التربية الإسلامية لديها فائدة تريح العقل وتثير الاستمتاع والتركيز في الفترة المسائية، حيث قال إن المادة الوحيدة التي تشهد حضورا كاملا للتلاميذ في المساء وفي الساعة الأخيرة هي مادة التربية الإسلامية.
وأشار إلى أنه بعد الضجة التي أثيرت مؤخرا حول هذه المادة بعد الحديث عن تقليص حجمها الساعي ومعاملها في الثانويات، رصد تخوف أولياء التلاميذ والتلاميذ والأساتذة وحتى مواطنون في الشارع، وهو تخوف كل الجزائريين والذي سينعكس حسبه، على دور المنظومة التربوية وهيبتها في المجتمع الجزائري.
الخبيرة مليكة قريفو:
تعلم القرآن قبل الثامنة مكسب حقيقي للمدرسة الجزائرية
شنت مليكة قريفو أخصائية في علم النفس التربوي واللغوي، انتقادات لاذعة ضد الإصلاحات الأخيرة التي جاءت بها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، والتي لا تخدم حسبها إلا فرنسا، بدءا بإنشاء المدارس القرآنية لتمهيد المهمة للمراكز الفرنسية قصد مراقبة المساجد في الجزائر. وقالت السيدة قريفو إن منع إدراج القانون التوجيهي للتربية الوطنية الصادر سنة 2008، رغم المصادقة عليه من طرف البرلمان وصدوره في الجريدة الرسمية، هو رفض للتراث الأدبي والذي يعتبر لدى التلميذ “تحف فنية” يتشبع بها على مدى مشواره الدراسي.
وترى أن مادة التربية الإسلامية، في الطور الثانوي، باتت مادة غير مرغوب فيها من طرف التلميذ لأن وزارة التربية الجزائرية تخلت عن الاهتمام بتعليم القرآن للطفل قبل الـ8سنوات، و دمرت الرغبة في التعليم لدى الطفل خلال هذه المرحلة العمرية باستحداث مصطلح “المدارس القرآنية”، وقالت متسائلة “لماذا نجح التعليم منذ القرن الثامن عشر في الجزائر.. واليوم يفشل” وتستطرد مضيفة “لأن الطفل كان يتعلم القرآن الكريم بعيدا عن أي تسييس أو تمييع .. وبالملاحظة فقط بدون فرض ذلك بالقوة”.
أكدت في السياق، أن القرآن الكريم كان محل بحث من طرف علماء الاكتساب في فرنسا، والذين تبين لهم أن الطفل قبل الـ8سنوات يحفظه بمهارة، وهم بذلك حسب السيدة قريفو يريدون ضرب المدرسة الجزائرية من خلال إدخال مصطلح المدارس القرآنية، مشيرة إلى أن الطريقة التقليدية في تعليم القرآن في المساجد والزوايا هي اكتساب حقيقي لدى الطفل من خلاله يستمر في حب مادة التربية الإسلامية ويكتسب تفاصيل الشريعة الإسلامية بسهولة وبرغبة جامحة حتى في التعليم الثانوي.
وترى مليكة قريفو، أن هناك خلطا كبيرا بين المصطلحات والمفاهيم التي جاءت بها الإصلاحات الجديدة للمنظومة التربوية، حيث لم يحدد مفهوم تصنيف البرامج من الناحية الحضارية، مضيفة أن فكرة الكفاءات الأساسية هي عبارة عن مشروع ثقافي حضاري بسيط لا يحتاج إلى إعداد برامج والمجيء بخبراء من الخارج.
وحسب تجربتها كأخصائية في علم النفس التربوي واللغوي، فإن التشبع الثقافي يمكن ان يدرس بالأذن فقط وأن النصوص الأدبية يجب أن تكون تحف فنية ترتقي بفكر التلميذ ومهاراته وتنمي الفرد العصامي، حيث قالت إن فكرة القاعدة المشتركة والتي تدعو لإشراك جميع القطاعات في المنظومة التربوية، جاء بها مدير اليونسيف، وهو القرار الوحيد الذي خرجت به توصيات ندوة 2014 بنادي الصنوبر، من بين 400توصية وتم تطبيقه بسرعة عاجلة.
ولامت السيدة قريفو إعطاء دليل للأستاذ باسم “دليل المدرس” وهو مصطلح جديد يعطي الانطباع أن الأساتذة أصبحوا بمثابة التجار حيث قالت ”التاجر فقط من يحتاج لـ”دليل”.
رئيس لجنة التربية بجمعية العلماء المسلمين:
مسألة التربية الإسلامية مهزلة لا نسكت عليها
دق الأستاذ مختار بوناب، رئيس لجنة التربية والتكوين بجمعية العلماء المسلمين،ناقوس الخطر حول الإصلاحات الأخيرة للوزيرة نورية بن غبريط، ودعا الشركاء والنخب للبحث عن حلول تمنع ما سماه بمهزلة “مادة التربية الإسلامية” والتي قلص حجمها الساعي ومعاملها في التعليم الثانوي، حيث قال “علينا أن لا نبقى على مستوى العاصمة وأن تشرك جميع الفاعلين عبر الوطن لتحسيس الرأي العام بما يحدث في حق هذه المادة التي تعتبر من المقومات الجزائرية.
ويضيف “كان لدينا فرصة حضور 20 مبادرة.. لكن السؤال المطروح اليوم : ما الهدف المنشود من خلال هذه المبادرات التحسيسية.. يجب أن نبحث عن الحلول الفعلية حتى تضع حدا لهذه الإصلاحات الارتجالية العاجلة”.
وتخوف الأستاذ مختار بوناب، مما قد تصل إليه المدرسة الجزائرية سنة 2030، حيث توقع بلوغ عدد التلاميذ 15 مليون تلميذ، يجنون ما قد يترسب من الأخطاء الحالية، وتساءل المتحدث عن نتائج مرحلة التقشف وتداعياتها على المنظومة التربوية، هذه الأخيرة التي اعتبرت لدى السيدة بن غبريط ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليفة في مرحلة البحبوحة المالية فاشلة “فما بلك بها في مرحلة سياسة التقشف” يقول الأستاذ مختار بوناب.
وأكد أن لجنة التربية والتكوين بجمعية العلماء المسلمين، ليست ضد الإصلاحات ولكن يحق لها وكأي مواطن جزائري أن تعرف من هم أعضاء اللجنة الوطنية الذين يشرفون على هذه الإصلاحات، حيث طرح إشكالية عدم التصريح بعدد المفتشين التعليم في الجزائر.
أستاذ ثانوي بمادة التربية الإسلامية بوجمعة شيهوب:
إسرائيل تدرس تلمودها 12 ساعة.. ونحن نستكثر ساعتين أسبوعيا
بعد ما أكد ضيف “الشروق” أن القرآن يدعو إلى الإصلاح، بدأ مداخلته بطرح مجموعة أسئلة… ومنها، لماذا تعتم وزارة التربية على إصلاحها، وتناقض إطاراتها في تصريحاتهم؟ والسؤال الأهم – حسبه – هو لماذا الاستعانة بخبراء فرنسيين؟ مادامت فرنسا في الترتيب 21 عالميا في سلم تطور التعليم. ويؤكد شيهوب “حتى الوزيرة الفرنسية للتربية تقول لأساتذتها عليكم باللغة الإنجليزية”.
ويستغرب المتحدث “…نحن الآن جيل الاستقلال ولسنا مستعمَرين، فلماذا التشبث باللغة الفرنسية ومحاربة التربية الإسلامية”؟
وأكد الأستاذ، حزن تلاميذه عند علمهم بتقليص ساعات ومعامل التربية الإسلامية، لأنها مادة “مُنجحة”، لحصول التلاميذ فيها على معدلات ممتازة، متسائلا مرة أخرى: لماذا يستعظمون تدريس التربية الإسلامية ساعتين في الأسبوع؟ في حين تُدرس إسرائيل التلمود لـ12 ساعة أسبوعيا…!!
وأكد المتحدث، أنهم سيسعون لعقد ندوة وطنية ولتكن تحت راية جمعية العلماء المسلمين، للردّ على جميع الفعاليات، لأنهم “يرفضون أن تُحتكر المنظومة التربوية من فئة واحدة”، متسائلا مجددا “لماذا تضع الوزارة موظفين لديها على رأس لجان الإصلاح؟ الأجدر أن يتولى دكاترة الجامعات ترؤس هذه اللجان”.
إسماعيل ذباح.. أستاذ التربية الإسلامية
متخوفون من “السرية”.. وليس من الإصلاحات يا بن غبريط
قال، أستاذ التربية الإسلامية، إسماعيل ذباح، وهو أحد المشاركين في إعداد برامج “الجيل الأول”، خلال تدخله في “ندوة الشروق”، حول الهجمة المدروسة التي مست صميم مادة من مواد الهوية الوطنية، قال بأن المربين ليسوا ضد الإصلاحات، لكن عادة أي تحسين يحتاج إلى تقويم، وبالتالي فالسؤال المطروح، أين هو تقييم 10 سنوات كاملة؟ والذي لا بد أن يشارك فيه الجميع، حتى رجالات السياسة بآلية مناسبة بطبيعة الحال وليس اعتباطيا.
كما تساءل محدثنا عن شعور الجميع بالخوف لما يكون هناك إصلاح؟ لأنه وبكل بساطة لا يوجد “ضامن” معين، ففي المغرب توجد المرجعية العامة وهي “الكتاب الأبيض”، لكن ببلادنا فالمرجعية هي لجنة وطنية للمناهج وفقط نصبتها الوزيرة بن غبريط، مشددا في تدخله بأن الأساتذة ليسوا متخوفين من الإصلاحات وإنما من “السرية” و”الضبابية”، التي طبعت أعمال الخبراء الذين استقدمتهم الوزيرة بن غبريط.
رسول لخضر أستاذ تعليم ثانوي لمادة التربية الإسلامية
بناء الأفكار .. أصعب من تشييد العمارات
قال، رسول لخضر، أستاذ تعليم ثانوي لمادة التربية الإسلامية، بأن الإصلاحات التربوية قد تم إفراغها من محتواها، كما أنه قد تم الاستغناء عنها كلية، والدليل على ذلك أنه في أحد نشاطات وزيرة التربية الوطنية بن غبريط لما سألتها الصحافة عن الإجراءات المتخذة من قبل مصالحها لمحاربة العنف في الوسط المدرسي، ردت عليهم بن غبريط بأنها ستحارب الظاهرة بالتربية “الخلقية”، إلى درجة أنها رفضت حتى تسميتها بالتربية الإسلامية، ليؤكد قائلا “بناء الأفكار بمنظومتنا التربوية أصبح أصعب من تشييد العمارات”.
نعيمة فرحون أستاذة العلوم الإسلامية بثانوية وريدة مداد:
مادة الشريعة تحولت بفضل الإصلاحات إلى مادة للثقافة العامة
أكدت، نعيمة فرحون، أستاذ مادة التربية الإسلامية، في تدخلها، بأن مستوى التلاميذ في مواد اللغة العربية، الرياضيات، التاريخ والجغرافيا والفرنسية، ضعيف وفظيع، بسبب كرههم لها، نظرا لأن مضامين إصلاحات 2003، جاءت فارغة من مضامينها لا تشجع المتمدرس على متابعتها، مشددة بأن الضعف قد بلغ ذروته في الطور الثانوي وهو ما يفسر وقوع تلاميذ في أخطاء فادحة حتى في كتابة أسمائهم وألقابهم، كما أن هناك تلاميذ بالثانوي يجهلون حتى طريقة الغسل، والسبب هو تمييع مادة الشريعة الإسلامية وتفريغها من محتواها، فأصبح الأستاذ يدرس مادة تشبه في مضامينها مادة “التربية المدنية” أو مادة “الثقافة العامة”، وليس “شريعة”، خاصة بعد ما تم حذف وإلغاء مصطلح درس “الحجاب الشرعي” و”الجهاد”، داعية السلطات الوصية إلى ضرورة ترك المكانة المناسبة لمادة اللغة العربية.
وعن استقدام الوزارة لخبراء فرنسيين من مرسيليا لإعداد المناهج الجديدة، علقت محدثتنا قائلة “حتى المختصين الفرنسيين قد طالبوا بضرورة تثمين وتدعيم اللغة الانجليزية في كافة المستويات التعليمية، على اعتبار أنها لغة عالمية، حتى أن هناك أستاذة فرنسية قد عبرت عن رأيها صراحة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لما انتقدت بشدة البرنامج الفرنسي الذي يشجع على الإباحية، ولكن نحن وللأسف نستورد التجربة الفرنسية ونسقطها على مناهجنا التي ينتقدها أبناؤها”.
وأعابت أستاذة التربية الإسلامية، على الوزارة الوصية، قضية المئات من الأساتذة الذين فضلوا رمي المنشفة والذهاب مبكرا في “تقاعد مسبق”، رغم أنهم من الأكفاء وهو ما اعتبرته الأستاذة بمثابة خسارة كبيرة للمنظومة التربوية، لأنهم تعبوا وكرهوا من إصلاحات “فارغة” لا تغني ولا تسمن من جوع، مشددة في ذات السياق بأنه سبق للوزارة أن طلبت من أساتذة المادة أن يقدموا لها تقييما مفصلا عن فترة 10 سنوات كاملة وفي ظرف 3 أيام فقط، وبالفعل فقد تم إنجاز التقييم إرساله في آجاله، لكنه وللأسف ولحد الساعة لم يطرأ أي تغيير على المادة، ولا حياة لمن تنادي -تضيف الأستاذة فرحون-.
وناشدت، محدثتنا الوصاية بضرورة رد الاعتبار للمادة، من خلال إرجاع الحجم الساعي الذي تستحقه فعلا، لأنه ضروري جدا، وترك فيها رائحة الإسلام، على اعتبار أنها مادة “شريعة” و ليست مادة للثقافة العامة.
سهيلة ماضي أستاذة بثانوية عائشة أم المؤمنين:
تقليص الحجم الساعي للتربية الإسلامية خطر في ظل التطرف الديني لبعض التلاميذ
نحن نتعامل مع جيل في مرحلة عمرية حساسة .. هذه المفاجآت التي تأتي بها المنظومة التربوية من حين لآخر تخيفنا” هذا ما قالته الأستاذة سهيلة ماضي، التي تدرس في ثانوية عائشة أم المؤمنين بحسين داي، حيث رفضت بشدة تقليص الحجم الساعي لمادة التربية الإسلامية، والذي جاء حسبها في وقت تعيش فيه الثانويات، حالة رعب حقيقي من تكتلات شبانية تختلف في عقائدها وأفكارها.
“هناك أنواع مختلفة لعقليات التلاميذ..نحن نرى في الواقع تداعيات ذلك في المؤسسات التربوية” وتضيف “أنا ادرس البنات، هناك فئة متطرفة بتعلمها الدين عن طريق الانترنت وفئة متحررة جدا وفئة يحكمها الخوف”.
الإصلاحات الأخيرة لبن غبريط، جعلت الخوف يهيمن على التلاميذ وأوليائهم، حان الوقت لسحب البساط من أروقة الساسة ومركزية القرار.
رئيس التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية ّ”قيد التأسيس”
المساس بالتربية الإسلامية طعنة في ظهر المجتمع
دعا الأستاذ محمد بن حواء رئيس التنسيقية الوطنية للأساتذة العلوم الإسلامية المتواجدة قيد التأسيس، لضرورة تشكيل مجلس أعلى للتربية شريطة أن يتكون من خبراء تربويين بعيدين عن الصراعات السياسية، قصد وضع حد لـ”مزاجية” الإصلاحات.
وقال إن ما حدث مع مادة التربية الإسلامية مؤخرا، ضربة في الظهر وزعزعة قوية لمستقبل الأجيال والوطن ويضيف “نحن لا نشوش عليهم ولا على امتحانات آخر السنة كما يقولون.. نحن نبحث عن كفاءات وخبراء بعيدا عن السياسة”.
الاحتجاج بخصوص مادة التربية الإسلامية، ليس طلبا للمستحيل حسب الأستاذ محمد بن حواء، حيث أعلن حالة طوارئ في الثانويات بعد مساس هذه المادة وهيمنة الضبابية حول الكثير من البرامج، مؤكدا أن مرجعية الهوية وبيان أول نوفمبر خير دليل على موقف التنسيقية.